23 يونيو, 2016  

يعتبر اقتناء الخيل والاهتمام بها في الماضي مظهراً من مظاهر القوة والجاه والسلطان. والمتتبع في تاريخ العرب وتراثهم، يلاحظ الدور الهام للخيل في حياتهم، ولقد خاض العرب المسلمون معاركهم التي غيرت مجرى التاريخ البشري كله على ظهور خيولهم الأصيلة.

ولما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم رسولا ونبيا أمره باتخاذ الخيل وارتباطها في سبيل الله فقال الله تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم). وأخرج الحاكم النيسابوري عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «لما أراد الله أن يخلق الخيل قال لريح الجنوب إني خالق منك خلقاً أجعله عزاً لأوليائي ومذلة على أعدائي، وجمالاً لأهل طاعتي، فقالت الريح، أخلق، فقبض منها قبضةً فخلق فرساً، فقال: خلقتك فرساً، خلقتك عربياً، وجعلت الخير معقوداً بناصيتك، والغنائم محتازه على ظهرك، وجعلتك تطير بلا جناح، فأنت للطلب، وأنت للهرب، وسأجعل على ظهرك رجالاً يسبحوني ويحمدوني ويهِللوني ويكبروني



وكان العرب المسلمون يكرمون الخيل ويقدرون فضلها بل كانوا يؤثرونها على الأهل والولد. وشهدت الجزيرة العربية منذ آلاف السنين علاقة مميزة جمعت الخيل والصحراء والانسان العربي. ولم تكن الرابطة بين العربي والخيل مجرد وسيلة ركوب ينتقل بها المسافر، أو ليركبها المقاتل، بل علاقة امتزجت بالحب والصداقة والوفاء. فاهتم البدوي بترييه حصانه والتحف معه نفس الخيمة وشاركه طعامه وشرابه


H